فيلم “القائد والمغوي” يغوص في أعماق شخصية جوزيف جوبلز، وزير الدعاية سيئ السمعة في عهد هتلر، ويكشف كيف تمكن هذا الرجل من التلاعب بعقول الجماهير الألمانية ليقودهم إلى واحدة من أحلك الفترات في تاريخ البشرية. الفيلم لا يكتفي بعرض الأحداث التاريخية، بل يسعى إلى فهم الآليات النفسية والاجتماعية التي سمحت لجوبلز بتحقيق هذا التأثير الهائل.
جوزيف جوبلز لم يكن مجرد بيروقراطي ينفذ أوامر عليا، بل كان فناناً حقيقياً في استخدام الكلمات والصور لخلق واقع بديل يخدم مصالح النظام النازي. لقد أدرك جوبلز قوة الدعاية في تشكيل الرأي العام، واستغل كل الوسائل المتاحة له، من الصحف والإذاعة إلى الأفلام والملصقات، لنشر أفكاره المسمومة.
الفيلم يوضح كيف قام جوبلز بتحويل هتلر إلى شخصية أسطورية، وكيف صور اليهود على أنهم أعداء خطرون يهددون نقاء العرق الآري. كما يكشف كيف استخدم جوبلز الخوف والقلق لزرع بذور الكراهية والعنف في قلوب الألمان. لم يتردد جوبلز في الكذب والتضليل وتشويه الحقائق لتحقيق أهدافه، وكان يعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة.
“القائد والمغوي” ليس مجرد فيلم تاريخي، بل هو تحذير من مخاطر الدعاية والتطرف. الفيلم يدعونا إلى التفكير النقدي والتحقق من المعلومات التي نتلقاها، وعدم الاستسلام للخطابات الشعبوية التي تستغل مشاعرنا وعواطفنا. كما يذكرنا الفيلم بأهمية التسامح والاحترام المتبادل، وضرورة مقاومة كل أشكال التمييز والعنصرية.
الفيلم يقدم أداءً قوياً من الممثل الذي يجسد شخصية جوبلز، حيث ينجح في نقل تعقيدات هذه الشخصية المثيرة للجدل. كما يتميز الفيلم بإخراج متقن وسيناريو محكم، مما يجعله تجربة سينمائية مؤثرة ومثيرة للتفكير. “القائد والمغوي” هو فيلم ضروري لكل من يهتم بفهم التاريخ وكيفية تأثير الدعاية على مجتمعاتنا. إنه تذكير بأن الحرية والديمقراطية ليستا مضمونتين، وأنه يجب علينا دائماً أن نكون يقظين ومستعدين للدفاع عنهما. الفيلم متوفر للمشاهدة عبر الإنترنت على منصة Romanci.my.